الجمعة، 5 يوليو 2013

عالمٌ جديد

عالمٌ جديد



     إنني لا أستطيع أن أستوعب مدى السرعة التي نعيشها في هذا الوقت من عمرنا, ولا أستطيع أن أتخيل العالم موجوداً في جهاز حاسب آلي أو هاتف محمول. أرى السرعةَ والقُربَ والتفاعلَ واقعًا نعيشُهُ ولا يُمكنُ أن ننكِرَه! .
   
   إنها الحدودُ التي لم تعدْ حدوداً سلكية أو معابرَ مرورية, أصبحت الحدودُ في عدادِ الماضي, واليومَ لا حدودَ تفصلُ بين سكُان العالم, فيمكنكَ اليومَ أن تتعرف على سكانِ بلادٍ أخرى وتعرف مستواهم العلمي والثقافي بالحوار معهم أو متابعة ما يطرحونَهُ في المواقع المختلفة على شبكة المعلومات.

    أضحت قضايا الدول وقضايا سكانها للعيانِ واضحة, ولا يمكنُ لأعينِ الرقابة أن تمنع تغريدة أو موضوعاً ينشر, أن تمنع ذلك في لمح البصر, وإن تمكنت تلك العيون من إيقاف نشر الموضوع الذي تراه خطيرًا, فإنه لا شكَّ أن الرسالةَ وصلت, وربما كان هناك من نسخها وخزّنها بضغطه لـ<حفظ باسم>.

    إن لهذا إيجابيةً كبيرةً في أن يكون للناسِ القدرةُ على التعبير وإظهار المخفيِّ من القضايا, ولكن في نفس الوقتِ كم من الخطرِ الذي يحيط بهذا الطرح خصوصاً في دولٍ بعينها, ومنها بلادُنا, وبالتأكيدِ إن كان الفهمُ للمواضيعِ التي تطرح خاطئـًـا فإن الضحيةَ هو الكاتب.

   هذه النقلة الكبيرةُ في القدرة على التعبيرِ لها سلبياتها أيضًا فهناك من يستعملها بأسلوبٍ لا يعترف باحترام المتلقّين من خلال اللغة والطرح, وهناك من لا يحترم وجهات النظر الأخرى فيأخذ بإقصائها بالشتم, وكم رأيتُ من هذه الردود التي لا تحترمُ في طرحها حتى متابعي صفحاتٍ رسميةٍ لمؤسساتٍ حكوميةٍ في الدولة في مواقع التواصل الاجتماعي.

   هذه الساحةُ الواسعةُ جَعلتِ البعض من موظفي المؤسسات ينشرون أوراقـًـا رسمية ويصوِّرونها وينشرونها للملأ, وهذا لا شكَّ أنه معاكسٌ للمهنية وبعيدٌ عن المسؤولية وفي النهاية هو خطرٌ عليهم.

   لا بدَّ من استغلالِ هذه القفزةِ بالشكل الأمثل, فهذه التقانة قادرةٌ على صنعِ الإنجاز بمشاريع واقتراحات وآراءٍ ومبادراتٍ تفيد المجتمع والبلد, ولا بدَّ من تفهمِ الآخر وقياسِ قيمة كل حرفٍ نكتبهُ كي لا يكون استعمالنا للتقانة مجرد <ثرثرات>.
   

السبت، 19 يناير 2013

أنت مطبّل ! .. وأنت جاهل !



أنت مطبّل ! .. وأنت جاهل !






بعد خروج المنتخب المخيب من بطولة كأس الخليج خرجت مجموعة من الجمهور العماني بالانتقادات القوية لللاعبين والمدرب والاتحاد, بينما كان هناك مجموعة أخرى طالبت بالتأني في طرح تلك المطالب وكانت تختلف مع وجهات نظر المجموعة الأولى بشكل كبير, والمشكلة ليست في الاختلاف لأن الاختلاف إيجابي فوجهات النظر هذه تفيد الاتحاد والمدرب وربما اللاعبين "إلا إن بعضها تحبطهم". فمن الجمهور من يعتقد أن على الاتحاد الاستقالة وإقالة لوجوين وتجديد دماء المنتخب ويطلب من بعض اللاعبين الاعتزال ولعل أطرفها ما قرأت من مطالبة أحد أعضاء المنتديات باعتزال عبد العزيز المقبالي!, ومن الجمهور من يقول إن الاتحاد لم يقصر وإن المدرب هو رجل المرحلة وإن اللاعبين بحاجة إلى التركيز في الدقائق الأخيرة, وأستطيع أن أقول إن هناك مجموعات (عفوية لا إرادية) تجمع ما بين نقطة من الرأي الأول ونقطة من الرأي الثاني.

كما قلت المشكلة ليست في الاختلاف المشكلة في أن نصف من لا يوافقنا الرأي بالـ "المطـبِّـل"! خصوصاً إن كان يؤمن بأن الاتحاد هو أفضل اتحاد أو بقوله إن الاتحاد أو المدرب ليسا المشكلة!, وفي أن نصف الطرف الآخر المُطالب باستقالة المدرب أو الاتحاد بـ"أصحاب المصالح الشخصية" أو "عدم فهم كرة القدم"! أو غيرها من الأوصاف.

ينبغي علينا إن أردنا مصلحة الكرة العمانية أن نتحاور بهدوء وبالأدلة الصحيحة وأن نعطي الطرف الآخر الفرصة للرد, ولنعلم أن كل هذه الأوصاف التي نلقيها على مخالِـفنا في وجهة النظر تقطع حبل الحوار بالأساس ليصبح الحوارُ عقيما.


الخميس، 17 يناير 2013

إلى متى ؟!

إلى متى؟!






        تقترب سوريا من تمام سنة الألم الثانية, وإلى الآن لا حلولَ تبدو على السطح, وفصل الشتاء برياحه الباردة يهبّ على سوريا ببرد قارص, ويصعب على السوريين أن يختبئوا في منازلهم! بسبب الحال الأمني السيء, ومن المحزن أن أتابع تقريراً تلفزيونياً يوضح أن السوريين يلتجؤون لكهوف تقيهم قسوة الشتاء!! أما من حل ينهي هذا العذاب الذي يتعذب به أهل سوريا الأحرار؟ أما من ماء يطفؤ لظى الأزمة والشتات؟ إلى متى نظل نبحث عن حل ينهي الأزمة ولو بتنازل طرفي الأزمة عن بعض شروطهما؟ أليست مصلحة الشعب أولى؟ أقول سوريا بحاجة إلى حل لأن تأخيره سيدمرها أكثر, وستخسر الأبرياء, وستحتاج إلى مليارات لإعادة إعمارها! 

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

قديم رميناه

أمر على حاراتنا القديمة ومنازل أجدادنا الطينية فأتحسر على الإهمال الذي جوزيت به كما أتحسر على اتخاذها سكنا من قبل العمالة الوافدة !

الخميس، 2 فبراير 2012

برودكوفا


تحمست الفتاة الروسية برودكوفا لفكرة السفر إلى سلطنة عُمان للسياحة, فهي تعشق الاطلاع على الثقافات المختلفة كما تهتم كثيراً بالثقافة العربية. لأجل ذلك كانت برودكوفا أول اسم مسجل في قائمة الفوج الروسي العظيم الذي سيقلع إلى السلطنة, تلاها اسما والديها الذين سبق أن زارا السلطنة عام 2000.



كانت رحلة شاقة لبرودكوفا من مطار شيرميتييفو موسكو إلى مطار مسقط الدولي, ولكن ذلك التعب زال عنها عندما بدأت عيناها تقتنص المشاهد الجميلة في مسقط على وقع الألحان الروسية.



في أول يوم لهم – بعد ليلة الوصول – كانت الوجهة الأولى هي سوق مطرح الذي كُتب عنه في الكتيب السياحي أنه من أهم المعالم التراثية ومن أقدم الأسواق في عُمان. بشعرها الأشقر أخذت تتجول في السوق ولكنها لم تنتبه للأنظار التي ولّت وجوهها إليها. كانت ملابس برودكوفا الضيقة لا تصل إلى ركبتها, كأنما كان السوق كالمنزل. كتفاها كانا أيضاً حاضرين في هيئتها, وعلى شاكلة برودكوفا مرت الفتيات الأجنبيات بنفس الهيئة مع تنوّع نوع القماش أو شفافيته... والنظرات تأتي من الشرق والغرب, ولكنهنّ لم يعرنها اهتماماً لأنهن تعودن على ذلك في بلادهن.



كنتُ أمرّ في السوق وأرى الاكتظاظ من الزائرين, أطفال وشباب وشيوخ في سوق مطرح الجميل, وكنت عندما أرى برودكوفا والزائرات الأجنبيات أتساءل في داخلي, فهل السائحون لا يعلمون دين السلطنة ولا عاداتها ولو بشيء قليل؟!.., وألم يذكّروا بهاتين النقطتين, إن الذكرى تنفع السائحين!!!

الثلاثاء، 31 يناير 2012

.......

......
           
مسك يد أخيه وخرج من المنزل بعدما ضاق قلبه من الحزن, كان يلفّ جسده بعلمٍ أبيض وأحمر, أحسستُ أن في ذلك العلم سراًّ كبيراً فهو كلما مضى قليلاً ألصق أنفه بالقماش ليشتمّ رائحته الزكية, ومن الغريب أنه كان يشتّم القطعة الحمراء من العلم, ولما سألته عن السبب, قال: تلك الدماء التي سالت في بلادي, ومنها دم أبي.... حينئذٍ انقطعت نعالي وقلتُ له: سأمشي حافياً تعودتُ أن أمشي وألعب هكذا عندما كنت في قريتي...حاولت إضحاكهما ولكنني لم أتمكن رغم أني كنت أظن أنني أملك شيئاً من الطرافة في الحديث.

مرت نصف ساعة ونحن في طريقنا إلى الشرق وتحديداً إلى الحيّ الذي يتجمع فيه المئات. عندما وصلنا رأيتُ جثمان عدة أشخاص وهي تحمل بالأيدي, كما كان لصوت سيارات الإسعاف في أذني وقعاً.. شعرتُ أنني في ضفة أخرى من النهر, ضفةٌ ملطخةٌ بالدمِ الطاهرِ بينما دمُ الجهةِ الأخرى لا يزالُ في عروقِ أصحابه... وفجأةً سمعت صوت طلقةً لأوجهَ رأسيَ للخلف, إذ بشخصٍ يسقط بعد رصاصة أصابت صدره, وبمحاذاتي الفتى الذي أخذ يلتصق باللون الأحمر باكياً, لالتف مرة أخرى لأرى العلم الذي تزمّل به الرجل المصاب يسيل من اللون الأحمر أيضاً!! .... لم أستطع مواصلة الكتابة..همست في داخلي: آهٍ يا بحرين.

الخميس، 26 يناير 2012

غبتم فغابوا !

غبتم فغابوا !


كم هو جميل أن يسجد الجبين لله تعالى خضوعاً وخشوعاً, والجميل أن تكون في صف بين إخوتك في صلاة الجماعة.

إن ما سرّني بعد تلك الصلاة – تقبلها الله – أن أرى حلقة من الأشخاص تحمل في يدها كتاب الله, وبينما أراد أكبر من في الحلقة أن يقرأ سورة الفاتحة انضم إليها رجل كبير في السن اخضرّت لحيته على بياضها, وجلس بجنبهم ليسلموه راية "الفاتحة".

أدهشني ذلك الرجل بفعله رغم أنني كنت أظن أنه انطوائي, أصبح الآن في عيني أباً بحق... حاولت أذني الخروج من رأسي لتسمع قراءة ذلك الشيخ لأني أجلس على بُـعد أمتار, وتمكنت من سماع قراءته التي ذكرتني بالقراءة المميزة لشيوخنا المتعلمين, آهٍ ما أجملها!.

بدأت أسمع تصحيح من في الحلقة لقراءة الشيخ عندما دخلوا بحر قراءة السورة التالية, يا له من موقف, والآن أصبح في عيني شجاعاً لم يخف من تصحيح من هم أصغر منه, توالت القراءات من كل شخص حتى عادت أذني إلى موقعها.

بعدها في يوم لاحق, وفي نفس توقيت تلك الصلاة شاهدت اثنين من الرجال الذين أيضاً مسح لحيتهم البياض يجلسون مع تلك المجموعة, فقلت في داخلي: "يا الله".

إن غياب هذا المشهد الجميل لهو نموذج من نماذج غيابكم, وأنا أعاتبكم والعتب من المحبة. إن من أسباب تفكك المجتمع هو غياب الآباء وكبار السن عن الاختلاط بالأبناء وبمن هم أقل منهم عمراً, وإن من الصعب جداً أن يبادر الصغير بمخالطة شخص كبير غير أبيه أو ممن يقرب له.

أدرك تماماً مدى انشغالكم بالأعمال والحياة, ولكن ذلك يجب أن لا يصل إلى مرحلة خلق "برزخ" بينكم وبين من يصغركم سنّـاً, إن المبادرة من منكم يا آبائي في الحديث مع أبناءكم وأبناء القريبين منكم من الأهل أو الجوار تجعل من تبادرون بالحديث معه ينشرح صدره ويحدثكم وتنفتح له أبواب الحديث, ولذلك فوائد منها خلق جو المحبة في المجتمع, وتقوية الاتصال لدى المخاطبين, وإزاحة ستار الخجل, وأيضاً الإطلاع على أفكاركم التي لا يتقبلونها في السابق, وهذا سبيل ليعود شبابنا إلى طاعتكم بعد طاعة الله, وترك العناد في أمور عدة.

إن رسالتي المتواضعة هذه خرجت وكانت مكنونة في القلب, فعودوا يا آبائي إلى المجتمع, عودوا نـَـعـُـدْ .