الاثنين، 29 أكتوبر 2012

قديم رميناه

أمر على حاراتنا القديمة ومنازل أجدادنا الطينية فأتحسر على الإهمال الذي جوزيت به كما أتحسر على اتخاذها سكنا من قبل العمالة الوافدة !

الخميس، 2 فبراير 2012

برودكوفا


تحمست الفتاة الروسية برودكوفا لفكرة السفر إلى سلطنة عُمان للسياحة, فهي تعشق الاطلاع على الثقافات المختلفة كما تهتم كثيراً بالثقافة العربية. لأجل ذلك كانت برودكوفا أول اسم مسجل في قائمة الفوج الروسي العظيم الذي سيقلع إلى السلطنة, تلاها اسما والديها الذين سبق أن زارا السلطنة عام 2000.



كانت رحلة شاقة لبرودكوفا من مطار شيرميتييفو موسكو إلى مطار مسقط الدولي, ولكن ذلك التعب زال عنها عندما بدأت عيناها تقتنص المشاهد الجميلة في مسقط على وقع الألحان الروسية.



في أول يوم لهم – بعد ليلة الوصول – كانت الوجهة الأولى هي سوق مطرح الذي كُتب عنه في الكتيب السياحي أنه من أهم المعالم التراثية ومن أقدم الأسواق في عُمان. بشعرها الأشقر أخذت تتجول في السوق ولكنها لم تنتبه للأنظار التي ولّت وجوهها إليها. كانت ملابس برودكوفا الضيقة لا تصل إلى ركبتها, كأنما كان السوق كالمنزل. كتفاها كانا أيضاً حاضرين في هيئتها, وعلى شاكلة برودكوفا مرت الفتيات الأجنبيات بنفس الهيئة مع تنوّع نوع القماش أو شفافيته... والنظرات تأتي من الشرق والغرب, ولكنهنّ لم يعرنها اهتماماً لأنهن تعودن على ذلك في بلادهن.



كنتُ أمرّ في السوق وأرى الاكتظاظ من الزائرين, أطفال وشباب وشيوخ في سوق مطرح الجميل, وكنت عندما أرى برودكوفا والزائرات الأجنبيات أتساءل في داخلي, فهل السائحون لا يعلمون دين السلطنة ولا عاداتها ولو بشيء قليل؟!.., وألم يذكّروا بهاتين النقطتين, إن الذكرى تنفع السائحين!!!

الخميس، 26 يناير 2012

غبتم فغابوا !

غبتم فغابوا !


كم هو جميل أن يسجد الجبين لله تعالى خضوعاً وخشوعاً, والجميل أن تكون في صف بين إخوتك في صلاة الجماعة.

إن ما سرّني بعد تلك الصلاة – تقبلها الله – أن أرى حلقة من الأشخاص تحمل في يدها كتاب الله, وبينما أراد أكبر من في الحلقة أن يقرأ سورة الفاتحة انضم إليها رجل كبير في السن اخضرّت لحيته على بياضها, وجلس بجنبهم ليسلموه راية "الفاتحة".

أدهشني ذلك الرجل بفعله رغم أنني كنت أظن أنه انطوائي, أصبح الآن في عيني أباً بحق... حاولت أذني الخروج من رأسي لتسمع قراءة ذلك الشيخ لأني أجلس على بُـعد أمتار, وتمكنت من سماع قراءته التي ذكرتني بالقراءة المميزة لشيوخنا المتعلمين, آهٍ ما أجملها!.

بدأت أسمع تصحيح من في الحلقة لقراءة الشيخ عندما دخلوا بحر قراءة السورة التالية, يا له من موقف, والآن أصبح في عيني شجاعاً لم يخف من تصحيح من هم أصغر منه, توالت القراءات من كل شخص حتى عادت أذني إلى موقعها.

بعدها في يوم لاحق, وفي نفس توقيت تلك الصلاة شاهدت اثنين من الرجال الذين أيضاً مسح لحيتهم البياض يجلسون مع تلك المجموعة, فقلت في داخلي: "يا الله".

إن غياب هذا المشهد الجميل لهو نموذج من نماذج غيابكم, وأنا أعاتبكم والعتب من المحبة. إن من أسباب تفكك المجتمع هو غياب الآباء وكبار السن عن الاختلاط بالأبناء وبمن هم أقل منهم عمراً, وإن من الصعب جداً أن يبادر الصغير بمخالطة شخص كبير غير أبيه أو ممن يقرب له.

أدرك تماماً مدى انشغالكم بالأعمال والحياة, ولكن ذلك يجب أن لا يصل إلى مرحلة خلق "برزخ" بينكم وبين من يصغركم سنّـاً, إن المبادرة من منكم يا آبائي في الحديث مع أبناءكم وأبناء القريبين منكم من الأهل أو الجوار تجعل من تبادرون بالحديث معه ينشرح صدره ويحدثكم وتنفتح له أبواب الحديث, ولذلك فوائد منها خلق جو المحبة في المجتمع, وتقوية الاتصال لدى المخاطبين, وإزاحة ستار الخجل, وأيضاً الإطلاع على أفكاركم التي لا يتقبلونها في السابق, وهذا سبيل ليعود شبابنا إلى طاعتكم بعد طاعة الله, وترك العناد في أمور عدة.

إن رسالتي المتواضعة هذه خرجت وكانت مكنونة في القلب, فعودوا يا آبائي إلى المجتمع, عودوا نـَـعـُـدْ .

السبت، 7 يناير 2012

متابعة


يبدو أن المواطن العماني أصبح أكثر متابعة لما يجري في وطنه, فاتحاً عينيه على وسائل الإعلام العماني ليعرف ما الجديد.

ربما كانت تمر بعض القرارات والتصريحات من المسئولين بلا اهتمام من نسبة كبيرة من المواطنين خصوصاً إن كانت لا تتعلق بهم.

جاءت احتجاجات عُمان ليتغير مشهد المتابعة, فالكل أصبح يقرأ ويسمع أخبار ما بعد هذه الاحتجاجات.

بالنسبة لي أمر مدهش أن أرى لأول مرة مواطنين عمانيين من العامة (ليسوا متخصصين في الاقتصاد) يناقشون الموازنة المالية للسلطنة لعام 2012 ويحللونها, لا وبل يستخدمون مفردات: العجز, والفائض.