الخميس، 2 فبراير 2012

برودكوفا


تحمست الفتاة الروسية برودكوفا لفكرة السفر إلى سلطنة عُمان للسياحة, فهي تعشق الاطلاع على الثقافات المختلفة كما تهتم كثيراً بالثقافة العربية. لأجل ذلك كانت برودكوفا أول اسم مسجل في قائمة الفوج الروسي العظيم الذي سيقلع إلى السلطنة, تلاها اسما والديها الذين سبق أن زارا السلطنة عام 2000.



كانت رحلة شاقة لبرودكوفا من مطار شيرميتييفو موسكو إلى مطار مسقط الدولي, ولكن ذلك التعب زال عنها عندما بدأت عيناها تقتنص المشاهد الجميلة في مسقط على وقع الألحان الروسية.



في أول يوم لهم – بعد ليلة الوصول – كانت الوجهة الأولى هي سوق مطرح الذي كُتب عنه في الكتيب السياحي أنه من أهم المعالم التراثية ومن أقدم الأسواق في عُمان. بشعرها الأشقر أخذت تتجول في السوق ولكنها لم تنتبه للأنظار التي ولّت وجوهها إليها. كانت ملابس برودكوفا الضيقة لا تصل إلى ركبتها, كأنما كان السوق كالمنزل. كتفاها كانا أيضاً حاضرين في هيئتها, وعلى شاكلة برودكوفا مرت الفتيات الأجنبيات بنفس الهيئة مع تنوّع نوع القماش أو شفافيته... والنظرات تأتي من الشرق والغرب, ولكنهنّ لم يعرنها اهتماماً لأنهن تعودن على ذلك في بلادهن.



كنتُ أمرّ في السوق وأرى الاكتظاظ من الزائرين, أطفال وشباب وشيوخ في سوق مطرح الجميل, وكنت عندما أرى برودكوفا والزائرات الأجنبيات أتساءل في داخلي, فهل السائحون لا يعلمون دين السلطنة ولا عاداتها ولو بشيء قليل؟!.., وألم يذكّروا بهاتين النقطتين, إن الذكرى تنفع السائحين!!!